عدد المساهمات : 3375 تاريخ التسجيل : 25/08/2014 الموقع : سطيف
موضوع: قصور تتحدى التاريخ الجمعة فبراير 20, 2015 7:33 pm
أدهشني أحد السياح الفرنسين خلال زيارته لولاية البيض تحديدا عاصمة أولاد سيدي الشيخ السنوات الماضية حين قال" لم تعجبني بلدا في السياحة إلا الجزائر لها ميزة خاصة عن الدول الأخرى. الأصالة ، التراث ،الثقافة العريقة ،التاريخ ...هي كنوز نادرة بالعالم بهذا الموطن صراحة "لماذا بعض الجزائريين يهاجرون نحو أوروبا ؟. ولاية البيض تعد قطبا سياحيا هاما بالجنوب الغربي تتربع على مساحة حوالي 71696.70 كم 2 ويبلغ تعداد سكانها أكثر من 266 ألف نسمة لها حدود ممتدة شمالا مع ولايتا سعيدة وتيارت وشرقا ولايتا غرداية والأغواط وغربا سيدي بلعباس والنعامة وجنوبا بشار وأدرار ....حيث تتميز هذه الولاية العريقة بشتى أنواع السياحة منها السياحة الثقافية إذ تزخر هذه الأخيرة بالعديد من المحطات و الأهم من ذلك تتواجد بها 8 قصور عتيقة منتشرة عبر بلدياتها منها قصر بنت الخص بضواحي بلدية بريزينة و كذلك قصر بريزينة وقصر الشلالة وقصر بوسمغون الذي يفوق تاريخه أكثر من حوالي 9 قرون وقصر أربوات وقصر الغاسول وقصر ستيتن وقصر الكراكدة ...أما السياحة الاجتماعية والدينية فمنها تظاهرة ركب سيدي الشيخ التي تعد من أكبر التظاهرات الثقافية المعروفة بالتسمية الشعبية "بالوعدة "التي تخلد وفاة الولي الصالح سيدي الشيخ والشهيرة بالجهة الغربية عامة وبولاية البيض خاصة حيث يحييها السكان على امتداد حوالي 5 قرون تقريبا حسب أرجح المعطيات والتخمينات التاريخية تنظم سنويا بعاصمة أولاد سيدي الشيخ جنوب مقر ولاية البيض على مسافة حوالي 120 كم، كما هناك الزاوية التجانية مقرها بلدية بوسمغون وزاوية سيدي أخليفة ببوقطب وعلى هذا السياق فإن ولاية البيض لها مكاسب نادرة في الجانب السياحي الترفيهي منها تواجد واحات النخيل ،سد لروية الكبير والمغارات والكثبان الرملية التي تمتد من جنوب الأبيض سيدي الشيخ إلى ضواحي بلدية بريزينة مما جعل هذه المواقع الإستراتيجية الطبيعية تساهم بقدر كبير في جلب السياح من مختلف الجنسيات وكذا استقطاب وكالات السياحة ...ومن جانب آخر تعرف مناطق الولاية من خلال تواجد الكثبان الرملية بميزات السياحة الرياضية المعروفة بالترحال على الرمال والتزحلق عليها وكذا ركوب الجمال وتنظيم منافسات على سباق الإبل التي تعرف انتشارا بجل المناطق الرعوية وبغض النظر عن أهمية تربية هذه الثروة الحيوانية المذكورة في الكتاب علاوة عن منافعها الصحية كالإقبال على شرب حليبها الغني بمنافعه العلاجية الذي يستعمل للأمراض المستعصية كداء السكري والأورام الخبيثة ....وتجدر الإشارة بان الوزارة الوصية أعطت عناية وأهمية كبيرة لتكاثر وتربية ثروة الإبل من خلال الدعم المادي والمعنوي وكذا اللوجيستيكي التي سارعت به خلال هذه السنوات لحماية هذه الثروة من الاندثار ...وبعيدا عن هذه الخصوصيات الرعوية التي تشتهر بها المنطقة أضف إلى هذا الإرث التاريخي السياحي المحطات والمعالم التاريخية الراسخة لاسيما كالقصور سالفة الذكر التي لا تزال تحافظ على القيمة التاريخية والحضارية التي مرت عبر قرون خلت بالرغم من العوامل الطبيعية كالرياح والأمطار والفيضانات ....وحسب ما علمته جريدة الجمهورية في وقت سابق بان الوصايا ترمم في الكثير من المناسبات بعض القصور الشاهقة وبعضها يعاني الإهمال والانهيار لاسيما القصر العتيق بالأبيض سيدي الشيخ الذي يعود تاريخ بنائه إلى حوالي أكثر من 3 قرون و50 عاما يقابله المسجد العريق المسمى "مسجد أبي بكر الصديق يتطابق تاريخه مع القصر العتيق الذي تأثر كثيرا من الفيضانات الأخيرة (2008 ) وحسب المعلومات المتوفرة تاريخيا فإن القصر كان يعد تحفة عمرانية تستقطب السياح من مختلف الأوطان...وعلى ذكر السياحة تحتوي الولاية على محطات للنقوش الحجرية نذكر منها محطة كبش بوعلام المكتوبة ببلدية الشقيق والعقرب الكبير ببلدية أربوات علاوة عن إرث الاكتشافات المتمثلة في بصمات لأقدام ديناصور وكذا مقابر إنسان ما قبل التاريخ لاسيما كما هو موجود بمنطقتي أم الرجم ببريزينة والكراكدة ....ومن جانب آخر الزائر لهذه المناطق تشده شهية الأطباق والمأكولات الشعبية السائدة بالرغم من الحداثة والعصرنة كلها عادات وتقاليد يحافظ عليه السكان مع ممر السنين والعقود والقرون مثلا لا تخلو الموائد المقدمة للضيوف أو الزوار منها الكسكس الممزوج بلحم الخرفان والتشيشة ،المطلوع والملوي والرفيس والمعكرة بالتسمية المحلية والشواء ....وكثيرا ما تنظم الكثير من المهرجانات والتظاهرات الثقافية تتخللها عدة أنشطة الرائدة من العراقة والأصالة منها لألعاب الفروسية بالخيول الأصيلة التي تشد فضول وأنظار المتوافدين من خلال ما يتفنن به الفرسان من عروض شيقة كما هو الحال بركب سيدي الشيخ ووعدة سيدي خليفة ووعدة سيدي بحوص(البنود ) الحاج دفين جمهورية مصر العربية ...فضلا عن الأنشطة الثقافية الأخرى منها العلاوي المشهور ورقصات الصف عند النسوة ....إنها المتعة والفرجة لمن زار هذه المناطق أثناء هذه المواعيد الثقافية السنوية .