يا رب من اراد بالجزائر سوءا رد كيده في نحره أكدت مصادر موثوقة لـ«الشروق» أن شبكات كاملة تدعمـها مخـابر أجنبية مختصة في تهريب عينات من النباتات الزهرية المحمية في مناطق بوقوس ورمل السوق والعيون، وهي مناطق غابية تدخل ضمن نطاق الحظيرة الوطنية بالقالة، وذلك بقصد استغلالها في صناعة العطور والمواد الصيدلانية.
وتحصّل هؤلاء على عينات عديدة من الفصائل النباتية، بينها «الأخدرية» وهي نبتة غنية بالأحماض الدهنية، لاسيما حمض «الليفولليك» وحمض «لفامالينولي» الذي تستعمله مخابر هذه الشبكات في صناعة الأدوية الخاصة بأمراض الربو والأمراض الهضمية، كما تصنع المخابر الأميركية من مستخلصات هذه النبتة، أدوية خاصة بأمراض القلب والسرطان .
وتستغل هذه المخابر نبتة الأقحوان الموجودة بكثرة بمناطق «رمل السوق» حيث يتم استخراج مواد كيميائية خاصة بتهدئة عضلات الجهاز الهضمي وتحويلها إلى أدوية خاصة بمعالجة الرحم ومتاعب الحيض وآلام المفاصل.
والشيء نفسه عرفته نبتة «إكليل الجبل» والزعفران، حيث يتم تهريب كميات كبيرة منهما لغرض استخراج مادة نادرة لتستعمل في صناعة الأدوية الخاصة بأمراض التنفس والملاريا، فيما تهرب نبتة الصفصاف الغنية بحامض الساليسليك الذي يعتبر أحد الأدوية الأكثر استعمالاً في العالم والمعروف لدى الجميع باسمه المسجل «الأسبرين».
في هذا السياق، أكدت مصادر أن الشركة البريطانية «كلاكسوميث كلين»، و«نوفريتس» السويسرية و«بيفيزر» الأميركية لها علاقة مباشرة مع تلك المخابر التي تمولها بالنباتات المذكورة والتي تستغلها في صناعة الأدوية المختلفة لتعيد بيعها في الجزائر وباقي الدول.
وإذا كانت النباتات المحمية تهرب إلى ما وراء الحدود لغرض استعمالها في صناعة المواد الصيدلانية والعطور، فإن بعض النباتات عرفت استنزافاً خطيراً، حيث ارتفع الطلب عليها في الأسواق التونسية على شاكلة نبتة «الرند»، حيث يعتبر من أهم الركائز في مطاعمها التي تستقبل السياح من كل بقاع العالم، خصوصاً المدن الموجودة على الحدود ما بين الجزائر وتونس «كعين دراهم الكاف وطبرقة».
وتعد الغابات الجزائرية على الحدود الشرقية المورد الأساسي لهذه المادة، خصوصاً ببلديات «بونجار، عين الكرمة، الزيتونة وبقوس بالطارف وأولاد ادريس بسوق أهراس، ولا يجد مهربو هذه المادة أيّ صعوبة في تمريرها عبر الحدود، إذ يتم تبادلها بين أشخاص من التجمعات السكانية المتجاورة عبر الحدود أو في ما بين «الرعاة» من البلدين في شكل رزم صغيرة أو كبيرة، وللعلم فالشيء نفسه ينطبق على الفطر، حيث تؤكد مصادر موثوقة أن مسؤولاً معروفاً بولاية الطارف يقوم بزراعة الفطر بالمنطقة المسماة «العيون» ليقوم بتمريره إلى تونس ليصبح سيد مائدة المطاعم التونسية، والفطر من نوع «الترفاس» هو المطلوب بكثرة، خصوصاً أنه يهرب من طرف بعض الجزائريين المتواطئين مع أشخاص من جنسيات أجنبية إلى الأسواق الخارجية .