sebita
عدد المساهمات : 357 تاريخ التسجيل : 15/12/2014 الموقع : جيجل
| موضوع: من اهوال يوم القيامة والادلة على البعث السبت يناير 10, 2015 5:51 pm | |
| ب اسم الله الرحمن الرحيم
اقدم لكم موضوعي هذا كتذ كرة بيوم القيامة وما سيلاقيه الانسان من خوف و عذاب وما يسئل عنه 1-أهم ما يسأل عنه العبد يوم القيامة من الأهوال العظيمة التي تحصل للعباد يوم القيامة أن يواجهوا بأسئلة عظيمة يطالبون بالجواب عنها؛ فمن سدده الله وأجاب عنها بما عمله في الدنيا نجا من هول ذلك الموقف؛ ومن خاب في هذه الدنيا ولم يقم بالعمل بها ندم يوم لا ينفع الندم. فقد روى الترمذي في سننه وغيره عن أبي برزة الأسلمي قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ) لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه، وعن علمه فيم فعل به، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلاه (. 2-حشر جميع الخلق إن مما يقرب تصوير ما يحصل يوم القيامة من أهوال وعظائم؛ ذلك الحشر الذي يكون للخلائق منذ أن خلقهمالله إلى آخر الخلق على أرض المحشر؛ فيجتمعون على تلك الأرض من أولهم إلى آخرهم إنسهم وجنهم وحتى حيواناتهم. إن مما يقرب تصوير ما يحصل يوم القيامة من أهوال وعظائم؛ ذلك الحشر الذي يكون للخلائق منذ أن خلقهمالله إلى آخر الخلق على أرض المحشر؛ فيجتمعون على تلك الأرض من أولهم إلى آخرهم إنسهم وجنهم وحتى حيواناتهم.وقد دل الكتاب والسنة على ذلك الحشر في عدة أدلة؛ منها قوله تعالى:﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ ﴾ [سورة هود آية: 103]. وقال تعالى:﴿ قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ * لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ ﴾ [سورة الواقعة آية: 49 - 50]. وقال تعالى:﴿ أَيْنَمَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [سورة البقرة آية: 148]. وقال تعالى:﴿ وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا ﴾ [سورة الكهف آية: 47]. قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "وَأَمَّا الْبَهَائِمُ فَجَمِيعُهَا يَحْشُرُهَا اللَّهُ - سُبْحَانَهُ - كَمَا دَلَّ عَلَيْهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ، قَالَ تَعَالَى:﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ﴾ [سورة الأنعام آية: 38]، وقال تعالى:﴿ وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ ﴾ [سورة التكوير آية: 5]وَقَالَ تَعَالَى:﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ ﴾ [سورة الشورى آية: 29]، وَحَرْفُ "إذَا" إنَّمَا يَكُونُ لِمَا يَأْتِي لَا مَحَالَةَ، وَالْأَحَادِيثُ فِي ذَلِكَ مَشْهُورَةٌ، فَإِنَّ اللَّهَ -عز وجل- يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْشُرُ الْبَهَائِمَ وَيَقْتَصُّ لِبَعْضِهَا مِنْ بَعْضٍ ثُمَّ يَقُولُ لَهَا: كُونِي تُرَابًا، فَتَصِيرُ تُرَابًا، فَيَقُولُ الْكَافِرُ حِينَئِذٍ:﴿ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا ﴾ [سورة النبأ آية: 40]، وَمَنْ قَالَ: إنَّهَا لَا تَحْيَا فَهُوَ مُخْطِئٌ فِي ذَلِكَ أَقْبَحَ خَطَأٍ؛ بَلْ هُوَ ضَالٌّ .. وَاَللَّهُ أَعْلَمُ."
3- البعث من القبور البعث في اللغة يأتي على وجهين: أحدهما: الإرسال، ومنه قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى ﴾، [سورة الأعراف آية: 103] أي: أرسلنا. والثاني: الإثارة والتحريك، تقول: بعثت البعير فانبعث أي أثرته فثار، ومنه بعث الموتى وذلك بإحيائهم وإخراجهم من قبورهم. قال تعالى: ﴿ ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ ﴾ [سورة البقرة آية: 56]. الآية، أي: أحييناكم. وحقيقة البعث: هو إعادة خلق أجساد بني آدم بعد إفنائها وإرجاع الروح إليها كما كانت، وسوقهم إلى أرض المحشر لفصل القضاء. قال تعالى: ﴿ وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ ﴾ [سورة يس آية: 78- 79]. وعن حذيفة -رضي الله عنه- أنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ) إن رجلًا حضره الموت لما أيس من الحياة أوصى أهله: إذا مت فاجمعوا لي حطبًا كثيرًا ثم أوروا نارًا حتى إذا أكلت لحمي وخلصت إلى عظمي فخذوها فاطحنوها فذروني في اليم في يوم حار أو راح فجمعه الله فقال: لم فعلت؟ قال: خشيتك، فغفر له (. والأدلة في الكتاب والسنة متواترة على أن الله تعالى يعيد الأجساد نفسها ويجمع رفاتها المتحلل حتى تعود كما كانت فيعيد إليها أرواحها، فسبحان من لا يعجزه شيء وهو على كل شيء قدير. 4-حشر المتكبرين أمثال الذر من الأهوال العظيمة التي تحصل يوم القيامة أن يحشر الله -عز وجل- المتكبرين على هيئة الذر؛ جزاء وفاقا لما كانوا عليه في الدنيا من التكبر والترفع والطغيان على غيرهم من البشر. روى الإمام أحمد وغيره عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-قَالَ: ) يُحْشَرُ الْمُتَكَبِّرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْثَالَ الذَّرِّ، فِي صُوَرِ النَّاسِ، يَعْلُوهُمْ كُلُّ شَيْءٍ مِنَ الصَّغَارِ، حَتَّى يَدْخُلُوا سِجْنًا فِي جَهَنَّمَ، يُقَالُ لَهُ: بُولَسُ، فَتَعْلُوَهُمْ نَارُ الْأَنْيَارِ، يُسْقَوْنَ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ، عُصَارَةِ أَهْلِ النَّارِ (. قال الشيخ المباركفوري في شرحه لهذا الحديث ناقلا عن الطيبي: قوله: "أمثال الذر" تشبيه لهم بالذر ولا بد من بيان وجه الشبه لأنه يحتمل أن يكون وجه الشبه الصغر في الجثة وأن يكون الحقارة والصغار. فقوله: "في صور الرجال" بيان للوجه ودفع وهم من يتوهم خلافه. وأما قوله: "إن الأجساد تعاد على ما كانت عليه من الأجزاء" فليس فيه أن لا تعاد تلك الأجزاء الأصلية في مثل الذر، لأنه تعالى قادر عليه وفيه الخلاف المشهور بين الأصوليين وعلى هذه الحقارة ملزوم هذا التركيب فلا ينافي إرادة الجثة مع الحقارة. قلت: الظاهر هو الحمل على الحقيقة ولا مخالفة بين هذا الحديث والأحاديث التي تدل على أن الأجساد تعاد على ما كانت عليه من الأجزاء حتى أنهم يحشرون غرلا. قال القاري: التحقيق أن الله يعيدهم عند إخراجهم من قبورهم على أكمل صورهم وجمع أجزائهم المعدومة تحقيقا لوصف الإعادة على وجه الكمال ثم يجعلهم في موقف الجزاء على الصورة المذكورة إهانة وتذليلا لهم، جزاء وفاقا أو يتصاغرون من الهيبة الإلهية عند مجيئهم إلى موضع الحساب وظهور أثر العقوبة السلطانية التي لو وضعت على الجبال لصارت هباء منثورا.
5- تطاير الصحف من الأهوال التي تحدث يوم القيامة وتنخلع لها الألباب؛ تطاير صحف الأعمال؛ وذهاب كل صحيفة لصاحبها؛ فآخذ كتابه باليمين؛ وآخذ كتابه بشماله، ويبقى الناس في حيرة وخوف ووجل؛ حتى تستقر كل صحيفة بيد صاحبها؛ فيستبشر المؤمنون بقرب النجاة عندما تستقر صحفهم بأيمانهم؛ بينما يزداد الكافرون والمنافقون غمًّا إلى غمهم حينما تستقر صحفهم بشمائلهم جزاءً وفاقًا. قال تعالى: ﴿ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19) إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ (20) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (21) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (22) قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (23) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ (24) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ (26) يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (27) مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ (29) ﴾ [الحاقة: 19 - 29]. قال الحافظ ابن كثير في تفسيره (8 / 213): وقال الإمام أحمد: حدثنا وَكِيع، حدثنا علي بن علي بن رفاعة، عن الحسن، عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ) يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات، فأما عرضتان فجدالٌ ومعاذيرُ، وأما الثالثة فعند ذلك تطير الصحف في الأيدي، فآخذ بيمينه وآخذ بشماله (. وقد روى ابنُ جرير عن مجاهد بن موسى، عن يزيد بن سليم بن حيان، عن مروان الأصغر، عن أبي وائل، عن عبد الله قال: ) يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات: عرضتان، معاذير وخصومات، والعرضة الثالثة تطير الصحف في الأيدي (. ورواه سعيد بن أبي عَروبة، عن قتادة مرسلا مثله.
6-شدة الحساب من أهوال يوم القيامة وشدة ذلك اليوم ما يحصل لبعض العباد من شدة الحساب ومناقشته لكل ما عمل وقدمه في دنياه؛ والتنقير عن كل صغيرة وكبيرة. روى البخاري في صحيحه عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ) لَيْسَ أَحَدٌ يُحَاسَبُ إِلَّا هَلَكَ قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ أَلَيْسَ يَقُولُ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ-: ﴿ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا ﴾ (سورة الانشقاق، الآيتان: 7- ، قَالَ: ذَاكَ الْعَرْضُ يُعْرَضُونَ، وَمَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ هَلَكَ (. قال الحافظ ابن حجر : هُوَ مِنَ النَّقْشِ وَهُوَ اسْتِخْرَاجُ الشَّوْكَةِ؛ وَالْمُرَادُ بِالْمُنَاقَشَةِ الِاسْتِقْصَاءُ فِي الْمُحَاسَبَةِ وَالْمُطَالَبَة بِالْجَلِيلِ وَالْحَقِير وَتَرْك الْمُسَامَحَة، يُقَال: انْتَقَشْتُ مِنْهُ حَقِّي أَي اسْتَقْصَيْته. قَالَ عِيَاضٌ: قَوْله: "عُذِّبَ" لَهُ مَعْنَيَانِ أَحَدهمَا أَنَّ نَفْسَ مُنَاقَشَةِ الْحِسَابِ وَعَرْض الذُّنُوبِ وَالتَّوْقِيف عَلَى قَبِيح مَا سَلَفَ وَالتَّوْبِيخ تَعْذِيب، وَالثَّانِي أَنَّهُ يُفْضِي إِلَى اسْتِحْقَاق الْعَذَابِ إِذْ لَا حَسَنَةَ لِلْعَبْدِ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِإِقْدَارِهِ عَلَيْهَا وَتَفْضِيلِهِ عَلَيْهِ بِهَا وَهِدَايَته لَهَا وَلِأَنَّ الْخَالِص لِوَجْهِهِ قَلِيلٌ، وَيُؤَيِّدُ هَذَا الثَّانِيَ قَوْلُهُ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى: "هَلَكَ" وَقَالَ النَّوَوِيّ: التَّأْوِيل الثَّانِي هُوَ الصَّحِيح لِأَنَّ التَّقْصِير غَالِبٌ عَلَى النَّاسِ، فَمَن اسْتُقْصِيَ عَلَيْهِ وَلَمْ يُسَامَحْ هَلَكَ. وَقَالَ غَيْره: وَجْه الْمُعَارَضَة أَنَّ لَفْظ الْحَدِيث عَامٌّ فِي تَعْذِيب كُلّ مَنْ حُوسِبَ وَلَفْظ الْآيَة دَالٌّ عَلَى أَنَّ بَعْضَهُمْ لَا يُعَذَّبُ؛ وَطَرِيق الْجَمْع أَنَّ الْمُرَاد بِالْحِسَابِ فِي الْآيَة الْعَرْض وَهُوَ إِبْرَاز الْأَعْمَال وَإِظْهَارهَا فَيُعَرِّف صَاحِبهَا بِذُنُوبِهِ ثُمَّ يَتَجَاوَز عَنْهُ، وَيُؤَيِّدهُ مَا وَقَعَ عِنْد الْبَزَّار وَالطَّبَرِيّ مِنْ طَرِيق عَبَّاد بْن عَبْد اللَّه بْن الزُّبَيْر: سَمِعْت عَائِشَة تَقُول: ) سَأَلْت رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ الْحِسَابِ الْيَسِيرِ قَالَ: الرَّجُلُ تُعْرَضُ عَلَيْهِ ذُنُوبُهُ ثُمَّ يُتَجَاوَزُ لَهُ عَنْهَا (، وَفِي حَدِيث أَبِي ذَرٍّ عِنْدَ مُسْلِمٍ: ) يُؤْتَى بِالرَّجُلِ يَوْم الْقِيَامَة فَيُقَال: اعْرِضُوا عَلَيْهِ صِغَار ذُنُوبه ( الْحَدِيثَ ، وَفِي حَدِيث جَابِر عِنْد ابْن أَبِي حَاتِم وَالْحَاكِم: ) مَنْ زَادَتْ حَسَنَاتُهُ عَلَى سَيِّئَاتِهِ فَذَاكَ الَّذِي يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، وَمَنِ اسْتَوَتْ حَسَنَاتُهُ وَسَيِّئَاتُهُ فَذَاكَ الَّذِي يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا ثُمَّ يَدْخُل الْجَنَّة، وَمَنْ زَادَتْ سَيِّئَاتُهُ عَلَى حَسَنَاتِهِ فَذَاكَ الَّذِي أَوْبَقَ نَفْسَهُ وَإِنَّمَا الشَّفَاعَةُ فِي مِثْلِهِ (، وَيَدْخُل فِي هَذَا حَدِيث ابْن عُمَر فِي النَّجْوَى وَقَدْ أَخْرَجَهُ الْمُصَنِّف فِي كِتَاب الْمَظَالِم وَفِي تَفْسِير سُورَة هُود وَفِي التَّوْحِيد وَفِيهِ: ) وَيَدْنُو أَحَدكُمْ مِنْ رَبّه حَتَّى يَضَع كَنَفَهُ عَلَيْهِ فَيَقُول: أَعَمِلْت كَذَا وَكَذَا؟ فَيَقُول: نَعَمْ فَيُقَرِّرُهُ. ثُمَّ يَقُول: إِنِّي سَتَرْت عَلَيْك فِي الدُّنْيَا وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَك الْيَوْمَ (، وَجَاءَ فِي كَيْفِيَّة الْعَرْضِ مَا أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ مِنْ رِوَايَة عَلِىّ بْن عَلِيٍّ الرِّفَاعِيِّ عَنِ الْحَسَن عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رَفَعَهُ: ) تُعْرَض النَّاس يَوْم الْقِيَامَة ثَلَاث عَرَضَات: فَأَمَّا عَرْضَتَانِ فَجِدَالٌ وَمَعَاذِيرُ وَعِنْد ذَلِكَ تَطِيرُ الصُّحُفُ فِي الْأَيْدِي فَآخِذٌ بِيَمِينِهِ وَآخِذٌ بِشِمَالِهِ (، قَالَ التِّرْمِذِيّ: لَا يَصِحُّ لِأَنَّ الْحَسَنَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي هُرَيْرَة وَقَدْ رَوَاهُ بَعْضُهُمْ عَنْ عَلِىّ بْن عَلِيٍّ الرِّفَاعِيِّ عَنِ الْحَسَن عَنْ أَبِي مُوسَى انْتَهَى، وَهُوَ عِنْد ابْن مَاجَهْ وَأَحْمَد مِنْ هَذَا الْوَجْه مَرْفُوعًا، وَأَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي الْبَعْث بِسَنَدٍ حَسَنٍ عَنْ عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود مَوْقُوفًا، قَالَ التِّرْمِذِيُّ الْحَكِيمُ: الْجِدَالُ لِلْكُفَّارِ يُجَادِلُونَ لِأَنَّهُمْ لَا يَعْرِفُونَ رَبَّهُمْ فَيَظُنُّونَ أَنَّهُمْ إِذَا جَادَلُوا نَجَوْا، وَالْمَعَاذِيرُ اعْتِذَارُ اللَّهِ لِآدَمَ وَأَنْبِيَائِهِ بِإِقَامَتِهِ الْحُجَّةَ عَلَى أَعْدَائِهِ، وَالثَّالِثَة لِلْمُؤْمِنِينَ وَهُوَ الْعَرْضُ الْأَكْبَرُ.
7-تذكر الموت أول ما يواجهه العبد من أهوال يوم القيامة يكون عند نزع روحه من جسده، فخروج الروح إيذانًا ببدء الرحلة إلى الدار الآخرة وما فيها من أهوال وفزع. فالموت ليس له سن معلوم، و لا زمن معلوم، و لا مرض معلوم. و ذلك ليكون المرء على أهبة من ذلك، مستعداً لذلك. وتذكر الموت يورث استشعار الانزعاج عن هذه الدار الفانية، و التوجه في كل لحظة إلى الدار الآخرة الباقية، ثم إن الإنسان لا ينفك عن حالتي ضيق و سعة، و نعمة ومحنة، فإن كان في حال ضيق و محنة؛ فذكر الموت يسهل عليه بعض ما هو فيه، فإنه لا يدوم؛ و الموت أصعب منه، أو في حال نعمة و سعة؛ فذكر الموت يمنعه من الاغترار بها، و السكون إليها، لقطعه عنها. ولذلك حث النبي -صلى الله عليه وسلم- على تذكر الموت واستحضاره؛ لأن نسيانه وعدم ذكره مما ينسي العبد الآخرة، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «أكثروا ذكر هادم اللذات»، يعني الموت. (أخرجه النسائي). وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: كنت جالساً مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فجاء رجل من الأنصار, فسلم على النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله, أي المؤمنين أفضل؟ قال: «أحسنهم خلقاً» قال: فأي المؤمنين أكيس؟ قال: «أكثرهم للموت ذكراً؛ وأحسنهم لما بعده استعداداً، أولئك الأكياس»، رواه ابن ماجه وروى الترمذي وغيره عَنْ أَبِي يَعْلَى شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ: الْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ، وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ، وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا، ثُمَّ تَمَنَّى عَلَى اللَّهِ. قال الدقاق: من أكثر من ذكر الموت أُكرم بثلاثة أشياء: تعجيل التوبة, وقناعة القلب, ونشاط العبادة, ومن نسي الموت عوقب بثلاثة أشياء: تسويف التوبة, وترك الرضى بالكفاف, والتكاسل في العبادة. و كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب كثيراً ما يتمثل بهذه الأبيات : لا شيء مما ترى يبقى بشاشته يبقى الإله و يودي المال و الولد لم تغن عن هرمز يوماً خزائنه والخلد قد حاولت عاد فما خلدوا
ولا سليمان إذ تجري الرياح له والإنس والجن فيما بينها ترد أين الملوك التي كانت لعزتها من كل أوب إليها وافد يفد؟ حوض هنالك مورود بلا كذب لا بد من ورده يوماً كما وردوا (التذكرة للقرطبي 6).
8-النفخ في الصور كتب الله الفناء على هذه الحياة الدنيا إذ قال تعالى: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ) [الرحمن: 26 ، 27]. والنفخ في الصور هو نهاية هذه الحياة الدنيا؛ وعندما يأتي ذلك اليوم ينفخ في الصور ، فتُنهي هذه النفخة الحياةَ في الأرض والسماء ( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ )[ الزمر: 68] . وهي نفخة هائلة مدمرة، يسمعها المرء فلا يستطيع أن يوصي بشيء، ولا يقدر على العودة إلى أهله وخلانه ( مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ، فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ ) [يس: 49-50] . وفي الحديث الذي رواه مسلم من حديث عبد الله بن عمرو: " ثُمَّ يُنْفَخُ فِى الصُّورِ فَلاَ يَسْمَعُهُ أَحَدٌ إِلَّا أَصْغَى لِيتًا وَرَفَعَ لِيتًا - قَالَ - وَأَوَّلُ مَنْ يَسْمَعُهُ رَجُلٌ يَلُوطُ حَوْضَ إِبِلِهِ - قَالَ - فَيَصْعَقُ وَيَصْعَقُ النَّاسُ" . وروى البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ... وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ نَشَرَ الرَّجُلاَنِ ثَوْبَهُمَا بَيْنَهُمَا فَلاَ يَتَبَايَعَانِهِ وَلاَ يَطْوِيَانِهِ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدِ انْصَرَفَ الرَّجُلُ بِلَبَنِ لِقْحَتِهِ فَلاَ يَطْعَمُهُ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَهْوَ يَلِيطُ حَوْضَهُ فَلاَ يَسْقِي فِيهِ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ رَفَعَ أُكْلَتَهُ إِلَى فِيهِ فَلاَ يَطْعَمُهَا. والصور في لغة العرب هو: القرن ( يشبه البوق )، وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصور ففسره بما تعرفه العرب من كلامها كما في سنن الترمذي وغيره عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال أعرابي: يا رسول الله ما الصور ؟ قال: " قرن ينفخ فيه ". وقد ذهب أكثر العلماء إلى أن النفخ في الصور يكون مرتين: الأولى يحصل بها الصعق ، والثانية يحصل بها البعث، مستدلين بقوله تعالى: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللَّه ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ) [الزمر: 68]. ومما ورد في الأحاديث الصحيحة التي ذكرت هاتين النفختين وما يترتب عليهما من آثار فقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما بين النفختين أربعون . قالوا: يا أبا هريرة أربعون يوما ؟ قال: أبيت قالوا أربعون شهرا ؟ قال: أبيت قالوا: أربعون سنة ؟ قال: أبيت . ثم ينزل الله من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل . قال: وليس من الإنسان شيء إلا يبلى إلا عظما واحدا وهو عجب الذنب ومنه يركب الخلق يوم القيامة". قال الإمام النووي رحمه الله: ومعنى قول أبي هريرة ( أبيت ) أي أبيت أن أجزم أن المراد أربعون يوماً أو سنة أو شهراً بل الذي أجزم به أنها أربعون مجملة . اهـ . وبعض العلماء يرون أنها ثلاث نفخات، وهي نفخة الفزع ، ونفخة الصعق ، ونفخة البعث. وجمع بعض العلماء بين القولين بأن نفخة الفزع ليست نفخة مستقلة، وإنما هي نفخة مصاحبة لنفخة الصعق، فالفزع ليس بمنفصل عن الصعق وإن تقدمه.
9-دنو الشمس من العباد وعرقهم من الأهوال العظيمة التي تحدث يوم القيامة دنو الشمس وقربها من العباد على قدر ميل، وسواء كان هذا الميل يراد به الميل الذي يقاس به المسافة، أو الميل الذي يراد تكحيل العين، فإنها تعتبر قريبة، وإذا كانت هذه حرارتها مع بعدها عن العباد في الدنيا، فكيف إذا كانت على الرؤوس بمقدار ميل ؟! . وقد ورد النص بذلك حيث روى الإمام مسلم: المقداد بن الأسود قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ) تدنى الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل (. قال سليم بن عامر فوالله ما أدرى ما يعنى بالميل أمسافة الأرض أم الميل الذى تكتحل به العين. قال: ) فيكون الناس على قدر أعمالهم فى العرق فمنهم من يكون إلى كعبيه ومنهم من يكون إلى ركبتيه ومنهم من يكون إلى حقويه ومنهم من يلجمه العرق إلجاما (. قال: وأشار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيده إلى فيه. ( رواه مسلم ) . وروى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: ) يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في الأرض سبعين ذراعا ويلجمهم حتى يبلغ آذانهم ( ( رواه البخاري. ) . قال النووي ( في شرح النووي على مسلم (9 / 245). : وسبب كثرة العرق تراكم الأهوال، ودنو الشمس من رءوسهم وزحمة بعضهم بعضا . وقال الحافظ ابن حجر ( في فتح الباري (18 / 378). ) : وأخرج ابن المبارك في الزهد وابن أبي شيبة في المصنف واللفظ له بسند جيد عن سلمان قال: "تعطى الشمس يوم القيامة حر عشر سنين ثم تدنى من جماجم الناس حتى تكون قاب قوسين فيعرقون حتى يرشح العرق في الأرض قامة ثم ترتفع حتى يغرغر الرجل"، زاد ابن المبارك في روايته: "ولا يضر حرها يومئذ مؤمنا ولا مؤمنة"، قال القرطبي: المراد من يكون كامل الإيمان، لما يدل عليه حديث المقداد وغيره أنهم يتفاوتون في ذلك بحسب أعمالهم، وفي حديث ابن مسعود عند الطبراني والبيهقي: "إن الرجل ليفيض عرقا حتى يسيح في الأرض قامة، ثم يرتفع حتى يبلغ أنفه"، وفي رواية عنه عند أبي يعلى وصححها ابن حبان: ) إن الرجل ليلجمه العرق يوم القيامة حتى يقول: يا رب أرحني ولو إلى النار (، وللحاكم والبزار من حديث جابر نحوه، وهو كالصريح في أن ذلك كله في الموقف، وقد ورد أن التفصيل الذي في حديث عقبة والمقداد يقع مثله لمن يدخل النار، فأخرج مسلم أيضا من حديث سمرة رفعه: ) إن منهم من تأخذه النار إلى ركبتيه ومنهم من تأخذه إلى حجزته ( وفي رواية: ) إلى حقويه ومنهم من تأخذه إلى عنقه (، وهذا يحتمل أن يكون النار فيه مجازا عن شدة الكرب الناشئ عن العرق فيتحد الموردان، ويمكن أن يكون ورد في حق من يدخل النار من الموحدين. فإن أحوالهم في التعذيب تختلف بحسب أعمالهم، وأما الكفار فإنهم في الغمرات. قال الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة: ظاهر الحديث تعميم الناس بذلك، ولكن دلت الأحاديث الأخرى على أنه مخصوص بالبعض وهم الأكثر، ويستثنى الأنبياء والشهداء ومن شاء الله، فأشدهم في العرق الكفار ثم أصحاب الكبائر ثم من بعدهم والمسلمون منهم قليل بالنسبة إلى الكفار كما تقدم تقريره في حديث بعث النار، قال: والظاهر أن المراد بالذراع في الحديث المتعارف، وقيل: هو الذراع الملكي . ومن تأمل الحالة المذكورة عرف عظم الهول فيها، وذلك أن النار تحف بأرض الموقف وتدنى الشمس من الرءوس قدر ميل، فكيف تكون حرارة تلك الأرض وماذا يرويها من العرق حتى يبلغ منها سبعين ذراعا مع أن كل واحد لا يجد إلا قدر موضع قدمه، فكيف تكون حالة هؤلاء في عرقهم مع تنوعهم فيه، إن هذا لمما يبهر العقول ويدل على عظيم القدرة ويقتضي الإيمان بأمور الآخرة أن ليس للعقل فيها مجال، ولا يعترض عليها بعقل ولا قياس ولا عادة، وإنما يؤخذ بالقبول ويدخل تحت الإيمان بالغيب، ومن توقف في ذلك دل على خسرانه وحرمانه . وفائدة الإخبار بذلك أن يتنبه السامع فيأخذ في الأسباب التي تخلصه من تلك الأهوال، ويبادر إلى التوبة من التبعات، ويلجأ إلى الكريم الوهاب في عونه على أسباب السلامة، ويتضرع إليه في سلامته من دار الهوان، وإدخاله دار الكرامة بمنه وكرمه .
10-إلجام العرق للناس من أهوال يوم القيامة وعظائمه التي تصيب الناس غرق الناس في عرقهم حسب أعمالهم لدنو الشمس وقربها منهم. روى مسلم في صحيحه عن الْمِقْدَاد بْن الأَسْوَدِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: ) تُدْنَى الشَّمْسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْخَلْقِ حَتَّى تَكُونَ مِنْهُمْ كَمِقْدَارِ مِيلٍ، قَالَ سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ: فَوَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا يَعْنِي بِالْمِيلِ، أَمَسَافَةَ الأَرْضِ أَمِ الْمِيلَ الَّذِي تُكْتَحَلُ بِهِ الْعَيْنُ. قَالَ: فَيَكُونُ النَّاسُ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ فِي الْعَرَقِ فَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى كَعْبَيْهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى رُكْبَتَيْهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى حَقْوَيْهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يُلْجِمُهُ الْعَرَقُ إِلْجَامًا، قَالَ: وَأَشَارَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِيَدِهِ إِلَى فِيهِ (. قال الحافظ ابن رجب: وخرَّجا من حديث ابن عمر عن النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- في قوله: ﴿ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ (سورة المطففين آية: 6)، قال: "يقومُ أحدُهم في الرَّشح إلى أنصاف أذنيه"، وخرَّجا من حديث أبي هريرة عن النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- قال: ) يَعْرَقُ النَّاسُ يومَ القيامةِ حتّى يذهب عرَقُهم في الأرض سبعين ذراعاً، ويُلجِمُهُم حتّى يبلغَ آذانهم (. ولفظه للبخاري، ولفظ مسلم: ) إنَّ العرق ليذهبُ في الأرض سبعين باعًا، وإنّه ليبلغ إلى أفواهِ النّاس، أو إلى آذانهم (. وخرَّج مسلم من حديث المقداد، عن النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- قال: ) تدنُو الشَّمسُ مِنَ العباد حتَّى تكون قدرَ ميلٍ أو ميلين، فتصهرُهم الشَّمسُ، فيكونون في العَرَقِ كقدر أعمالهم، فمنهم مَنْ يأخذُه إلى عَقِبَيه، ومنهم من يأخذه إلى ركبتيه، ومنهم من يأخذه إلى حَقْويْهِ، ومنهم من يُلجمه إلجاماً (. وقال ابن مسعود: الأرضُ كلُّها يومَ القيامةِ نارٌ، والجنَّةُ من ورائها ترى أكوابها وكواعبها، فيعرَقُ الرَّجلُ حتَّى يرشَح عرقُه في الأرض قدرَ قامةٍ، ثمَّ يرتفعُ حتّى يبلغَ أنفه، وما مسَّه الحسابُ، قال: فمم ذاك يا أبا عبد الرحمن؟ قال: ممَّا يرى النَّاس يُصنَعُ بهم.
al-islam.com › تزكية النفس | |
|
زهرة11
عدد المساهمات : 3375 تاريخ التسجيل : 25/08/2014 الموقع : سطيف
| موضوع: رد: من اهوال يوم القيامة والادلة على البعث السبت يناير 10, 2015 6:45 pm | |
| اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا و الاخرة شكرا يا سبيتة جازاك الله خيرا | |
|
صليحة14
عدد المساهمات : 1911 تاريخ التسجيل : 06/12/2014 الموقع : باتنة
| موضوع: رد: من اهوال يوم القيامة والادلة على البعث الأحد يناير 11, 2015 10:49 am | |
| اللهم ثبتنا وقنا عذاب النار يا أرحم الراحمين**شكرا لك سبيتة بارك الله فيك على التذكير | |
|