من وصايا النبي عليه الصلاة والسلام للصائمين :نذكر بعض الوصايا الصحية التي أوصى بها النبي عليه الصلاة والسلام الصائمين، :
1-السحور وتاخيره ((تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً))
[أخرجه البخاري في الصحيح]
فَسَّرَ علماء الحديث هذه البركة بمعنيين: إما أنها بركةٌ في الدنيا، وإما أنها بركةٌ في الآخرة، فهذا الذي يستيقظ ليتناول طعام السحور، ربما صلَّى الفجر في المسجد، ربما سمع آيةً بعد صلاة الفجر تركت أثراً بليغاً في نفسه، ربما ذكر الله خالياً ففاضت عيناه بالدموع، ربما تلى القرآن فكان ربيع قلبه، جاءه كل هذا الخير، جاءه من استيقاظه ليتناول طعام السحور، هذه بركة الآخرة .
أما بركة الدنيا؛ إذا تناول طعام السحور من له أعمالٌ شاقة أمكنه أن يتابع الصيام بالحد الأدنى من المشقةَّ، فهذا الجسد يحتاج إلى وقود، ووقوده الطعام، فتناول طعام السحور من السُنَّة .
ومن السُنَّة أيضاً تأخير السحور، هذا الذي يسهر إلى منتصف الليل، ويتناول السحور في الساعة الثانية عشر وينام، ضيَّع عليه صلاة الفجر، وضيَّع عليه سنة تأخير السحور، فالنبي عليه الصلاة والسلام يقول:
((لا تَزَالُ أُمَّتِي بِخَيْرٍ مَا أَخَّرُوا السَّحُورَ, وَعَجَّلُوا الْفِطْرَ))
[أخرجه أحمد في المسند]
الشيء الذي يجب أن يؤكَّد لكم، أن الإنسان إذا تناول طعام السحور، وآوى إلى فراشه مباشرةً، ربما ساء هضمه، وربما أصابته بعض الوعكات الصحية المتعلقة بغذائه، فلا بدَّ من وقتٍ كافٍ بين تناول طعام السحور وبين النوم، هذا الوقت يجب أن تمضيه في قراءة القرآن، وفي الصلاة، وفي الذكر، ينهى الأطباء عن أن تأوي إلى الفراش بعد تناول طعام السحور .
2- التعجيل بالفطور :, يأمرنا النبي عليه الصلاة والسلام أن نعجِّل بالفطر، بمجرَّد أن يدخل وقت المغرب يفطر الصائم، لذلك كان النبي عليه الصلاة والسلام يأكل بعض التمرات، أو أي شرابٍ حلوٍ ميسَّر، أو يشرب جرعةً من الماء، ثم يصلّي المغرب, وبعدها يتناول طعامه، وقد هدأ جوعه، وتوازنت أعضاؤه، وسكَّر التمر وصل إلى دمه، فخفف من حدة الجوع، وجعله يأكل أكلاً معتدلاً، كما لو أنه في الإفطار، وهذه أيضاً من السُنة, وذلك لمن تيسَّر له أن يصلِّي قبل أن يأكل، أما إذا أحرجت الناس بهذا، فأهون الشرّين أن تأكل مع المجموع في الوقت المناسب، ولكن إذا تيسَّر لك أن تأكل تمراتٍ ثلاث، وتصلِّي المغرب، وبعدها تأكل، فهذا من السُنة .
3- الاستعانة بالقيلولة :
يقول الرسول صلى الله عيه وسلم
((أقيلوا فإن الشياطين لا تقيل))
فإذا تمكَّن الإنسان في رمضان أن يستلقي, ولو ساعةً من الوقت, قبيل المغرب، أو في وقت القيلولة، فإنَّ في هذه القيلولة عوناً على أداء صلاة التراويح عشرين ركعة، الصيام كلُّه من أجل هذه الصلاة، من أجل أن تؤدّي هذه الصلاة وأنت نشيط، من أجل أن تقبض الثمرة في الصلاة، من أجل أن تفهم القرآن، من أجل أن يذوب قلبك حباً لله عزَّ وجل، إنَّ الصلاة هي المُناسبة، فإذا قمت للصلاة وأنت متعب، وأنت منهك، استعن على القيام بالقيلولة .