الآيات الكونية في القرآن الكريم رؤوس موضوعات للتفكر :
أيها الأخوة الكرام، ذكرت لكم في الخطبة الأولى أن في القرآن الكريم آيات كونية تزيد عن ألف وثلاثمئة آية، أضع بين أيديكم آية واحدة هي قوله تعالى:
﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يستحي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ﴾
[ سورة البقرة: 26]من أهون المخلوقات على الإنسان، أي إذا إنسان قتل بعوضة هل يحس أنه مجرم قاتل؟ بعوضة! هذه البعوضة ذكرها الله عز وجل في القرآن الكريم، حينما صنع المجهر الإلكتروني، المجهر القديم التقليدي يكبر ثماني مرات أما هذا المجهر فيكبر خمسمئة ألف مرة، وضعت البعوضة تحت هذا المجهر وزنها واحد على ألف من الغرام، في فمها ثمانية وأربعون سناً، في صدرها ثلاثة قلوب، قلب مركزي وقلب لكل جناح، لكل قلب أذينان، وبطينان، ودسامان، وللبعوضة جهاز لا تملكه الطائرات، تملك جهاز استقبال حراري، هي ترى الأشياء لا بألوانها، ولا بأشكالها، ولا بأحجامها، ولكنها ترى الأشياء بالحرارة، هذه البعوضة معها جهاز تحليل للدم، تغرس خرطومها في يد الطفل وتأخذ عينة من دمه فتفحصها لأن ما كل دم يناسبها، وقد ينام أخوان على سرير واحد يستيقظ الأول وقد ملئ بلسع البعوض والثاني لم يصب بشيء، معها جهاز تحليل دم تحلل فإذا كان هذا الدم يناسبها، الآن تمتص من دمه، لئلا تقتل وقت مصّ الدم معها جهاز تخدير، تخدر ثم تمص الدم، فإذا انتهى مفعول التخدير يشعر الإنسان بوخز، فيضرب البعوضة لكنها في جو الغرفة تضحك عليه، معها جهاز تحليل، ومعها جهاز تمييع، لأن دم الإنسان سمج لا يسري بخرطومها، معها جهاز رادار، تخدير، وتمييع، وتحليل، وفي أرجلها مخالب إذا وقفت على سطح خشن و محاجم إن وقفت على بلور أو سطح أملس، فإذا قال الله عز وجل:﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يستحي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ﴾
[ سورة البقرة: 26]هذه الآيات الكونية في القرآن الكريم رؤوس موضوعات للتفكر.