أيها الأخوة الكرام، في قوله تعالى:
﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى * وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى ﴾
[ سورة الليل:1-3]هذه مجموعة أقسام،﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى ﴾
﴿ وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى ﴾
﴿ وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى ﴾
جواب القسم،﴿ إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى ﴾
الإنسان مخير:﴿ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ﴾
[ سورة الكهف: 29 ]﴿ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً ﴾
[ سورة الإنسان: 3 ]بمجرد أن تتوهم أن الإنسان مجبر على أعماله ولا خيار له في أعماله ألغي الدين، ألغي التكليف، ألغيت الأمانة، ألغي الأمر، ألغي النهي، الإنسان مخير فيما كلف، ليس مخيراً في أمه وأبيه ولا في بلدته وعصره لكنه مخير فيما كلف، ولولا أنه مخير لا معنى للحساب ولا معنى للعذاب، ولا معنى للجنة ولا معنى للنار، لذلك:﴿ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً ﴾
[ سورة الإنسان: 3 ]﴿ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ﴾
[ سورة الكهف: 29 ]﴿ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ﴾
[ سورة البقرة: 148 ]ما من شيء في الأرض إلا ويدل الإنسان على الله عز وجل :