هكذا نبني مستقبل أطفالنا قبل أن يوجدوا فتبدأ رحلة العيش القلقة مع أطفالنا , ومنذ ولادتهم وبحكم جهلنا بطبيعة مرحلة السنوات الخمس الأولى نبدأ بالتربية ” المزاجية” لأطفالنا , فمنا من يدلل طفله , ومنا من يضطهده , ومنا من يتبع اللامبالاة أسلوباً ناجعاً لراحة البال ولإشباع أنانيته , فينشأ الطفل على جبل من التناقضات التي تقع على مرأى حواسه ليلتقطها بكامل وعيه , نعم.. فهي صادرة من المثل الأعلى على شكل قيم مطلقة بالنسبة لهذا الطفل , لكن المثل الأعلى يكذب أمامه ثم يقول له (لا تكذب) , والمثل الأعلى يصرخ في زوجته ويضربها أمام طفله ثم يحضن طفله فهل تراه يصدق هذا الحنان يا مثله الأعلى ؟ ! , والمثل الأعلى يميز بقية الأخوة عن طفله وحين يعترض طفله يقول له : (أحبك كباقي إخوتك) , لماذا تكذب يا مثلي الأعلى لماذا ؟؟ وأنا طفلك الذي يلتقط كل تناقضاتك ويعيها تماماً , أي حياة تريدني أن أعيشها ؟ وأي عاطفة كاذبة تبنيها في أعماقي ؟