الامتحان..حكايةمن الادب الشعبي

كان الزوج دائما يمازح زوجته بأن ينعت أهلها وعشيرتها بالبلاهة وبأنهم أغبياء ! يمازحها فحسب ، ولم يكن يعتقد ذلك حقيقة ، لأنه يحبها وهو الذي وافق عليها لما إصطحبه والده إلى عرشها يخطبها له ! .. فكانت هي تصرخ غاضبة مدافعة عن عشيرتها ..بل إن أخوها ، إبن عمها أو خالها أفضل منه... فقال : سوف أثبت لك بأن أبناء عشيرتك كلهم أغبياء!ولا يفقهون شيئا...إذهبي إلى أهلك وإسأليهم...ثلاث أسئلة فقط، ما أحسن الأكل ؟ ،ما أحسن الأسماء؟، و ما أحسن اللباس؟ ولك متسع من الوقت...أنا متأكد بأنهم لن يستطيعوا الإجابة،واذ أجابوا فلك هدية لا تخطر على بالك،وإن فشلوا فالطلاق.
ذهبت وعادت بعد أربعة أيام،عادت حزينة خائبة،فإلتقاها إبنها في الطريق عند التلة فسألها عن الإجابة فقالت : جدي قال بأن أزكى الأكل التمر، وأحسن اللباس الأحمر، و أفضل الأسماء عمر!
فقال لها : لا تقولي هذا وإنما قولي ،أحسن اللباس سهول،أي ما كان سهلا، و أفضل الأسماء رسول،أي أسماء الأنبياء عليهم السلام،وأزكى الطعام جُع وكُلْ.
لم يصدق الزوج، وشك أن تكون الإجابة قادمة من عند أهلها!،أو كلام أخوها كما زعمت!...
خرج ،ثم عاد بعد لحظات معدودة متغير الوجه يبحث عن البندقية،فسألته مندهشة : لماذا البندقية ؟
إبني قتلوه .. إبني حبيبي
صرخت ولولت : إبني منذ لحظات فقط كنت معه عند التلة
يا لعينة! الاجابة ليست إجابة أخوك ، وإنما إجابة إبني.....
ابتسمت بإستحياء وقالت: أيضا هو إبني،وإننا نتقاسمه،فيه تجري
دماء أبائي وأجدادي.
صمت ولم يقل شيئا، وإنما إبتسامة عريضة.

» رباعيات المرحوم عبد الرحمن مجذوب من تراثنا الشعبي
» الامتحان 3