العمل الصالح في الأشهر الحُرم أعظم أجرا، كما أن الذنب فيهن أعظم وزرا
قال قتادة رضي الله عنه: العمل الصالح أعظم أجرا في الأشهر الحرم, والظلم فيهن أعظم من
الظلم فيما سواهن, وإن كان الظلم على كل حال عظيما.(من تفسير البغوي)
قوله تعالى (فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ) أي:
فلا تظلموا فيهن أنفسكم بفعل المعاصي وترك الطاعة. (من تفسير البغوي)
عن ابن عباس رضي الله عنهما: قوله تعالى (فلا تظلموا فيهن أنفسكم ) ، في كلِّهن. ثم خصَّ من ذلك أربعة أشهر فجعلهن حُرُمًا،
وعظّم حُرُماتهن، وجعل الذنبَ فيهن أعظم، والعمل الصالح والأجر أعظم. (من تفسير ابن كثير)
وقد ذكر الطبري رحمه الله تعالى، في تفسيره أنّ الضمير في قوله تعالى (فيهن) يعود على الاشهر الحرم ، وذكر أدلته على ذلك ،
ثم عقب بقوله: فإن قال قائل:
فإن كان الأمر على ما وصفت, فقد يجب أن يكون مباحًا لنا ظُلْم أنفسنا في غيرهن من سائر شهور السنة؟
قيل: ليس ذلك كذلك, بل ذلك حرام علينا في كل وقتٍ وزمانٍ, ولكن الله عظَّم حرمة هؤلاء الأشهر وشرَّفهن على سائر شهور السنة,
فخصّ الذنب فيهن بالتعظيم، كما خصّهن بالتشريف, وذلك نظير قوله تعالى: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى) [ سورة البقرة: 238 ] ،
ولا شك أن الله قد أمرنا بالمحافظة على الصلوات المفروضات كلها بقوله تعالى: حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ ، ولم يبح ترك المحافظة عليهن، بأمره بالمحافظة على الصلاة الوسطى,
ولكنه تعالى ذكره زادَها تعظيمًا، وعلى المحافظة عليها توكيدًا وفي تضييعها تشديدًا.
فكذلك ذلك في قوله تعالى: ( منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم )
____________________________