ما هو الإحتباس الحراري ؟ هو ظاهرة ارتفاع درجة الحرارة في بيئة ما نتيجة حدوث تغيير في سيلان الطاقة الحرارية من البيئة و إليها. و هو أيضاً الارتفاع التدريجي في درجة حرارة الطبقة السفلى القريبة من سطح الأرض من الغلاف الجوي المحيط بالأرض. و سبب هذا الارتفاع هو زيادة انبعاث الغازات الدفيئة أو غازات الصوبة الخضراء green house gases" . عادة ما يطلق هذا الإسم على ظاهرة إرتفاع درجات حرارة الأرض في معدلها، و عن مسببات هذه الظاهرة على المستوى الأرضي أي عن سبب ظاهرة إرتفاع حرارة كوكب الأرض. ينقسم العلماء إلى من يقول أن هذه الظاهرة ظاهرة طبيعية و أن مناخ الأرض يشهد طبيعياً فترات ساخنة و فترت باردة مستشهدين بذلك عن طريق فترة جليدية أو باردة نوعاً ما بين القرن 17 و 18 في أوروبا. هذا التفسير يريح الشركات الملوثة مما يجعلها دائماً ترجع إلى مثل هذه الأعمال العلمية لتتهرب من مسؤليتها أو من ذنبها في إرتفاع درجات الحرارة حيث أن الأغلبية الكبرى من العلماء والتي قد لا تنفي أن الظاهرة طبيعية أصلاً متفقة على أن إصدارات الغازات الملوثة كالآزوت و ثاني أوكسيد الكربون يقويان هذه الظاهرة. في حين يرجع بعض العلماء ظاهرة الإنحباس الحراري إلى التلوث وحده فقط حيث يقولون بأن هذه الظاهرة شبيهة إلى حد بعيد بالدفيئات الزجاجية و أن هذه الغازات و التلوث يمنعان أو يقويان مفعول التدفئة لأشعة الشمس. ما يميز الكرة الأرضية عن الكواكب الأخرى في المجموعة الشمسية هو الغلاف الجوي الذي يحيط بها, و وجود الغلاف الجوي و ثبات مكوناته يتوقف عليه استمرار الحياة بالشكل المتعارف عليه. و إن مكونات الغلاف الجوي الرئيسية ثابتة منذ فترة طويلة "عشرات الآلاف من السنين" . أهم مكونات الغلاف الجوي 1- النيتروجين (N) و نسبته تقريباً 78%. 2- الأكسجين (O2) و نسبته تقريباً 21%. 3- الغازات الخاملة كالأرغون, نيون, هيليوم و نسبتها 0.9% . 4- ثاني أكسيد الكربون و نسبته 0.03% 5- الأوزون. 6- الميثان. 7- أكاسيد الكبريت. 8- الهيدروجين. 9- أكاسيد النيتروجين. 10- بخار الماء. هذه الغازات تسمى غازات الندرة و تعتبر شوائب تسبب التلوث الجوي عندما يزيد تركيزها في الجو و تؤدي إلى حدوث اختلال في مكونات الغلاف الجوي و الإتزان الحراري. هذا ينتج عنه تغيرات في المناخ و الجو و آثار سيئة على صحة و حياة الإنسان و الأحياء، و إن من أهم الأخطار التي تهدد التوازن الطبيعي زيادة تركيز ثاني أكسيد الكربون. أسباب انبعاث الملوثات إلى الجو أولاً: أسباب طبيعية أ- البراكين. ب- حرائق الغابات. ت- الملوثات العضوية. ثانياً: أسباب صناعية ناتجة عن نشاطات الإنسان و خاصة احتراق الوقود الأحفوري (نفط, فحم, غاز طبيعي). أسباب التغيرات المناخية أولاً: طبيعية: أ- التغيرات التي تحدث لمدار الأرض حول الشمس و ما ينتج عنها من تغير في كمية الإشعاع الشمسي الذي يصل إلى الأرض. و هذا عامل مهم جداً في التغيرات المناخية و يحدث عبر التاريخ. و هذا يقود إلى أن أي تغيير في الإشعاع سيؤثر على المناخ. ب- الإنفجارات البركانية. ت- التغير في مكونات الغلاف الجوي. ثانياً: غير طبيعية: ناتجة من النشاطات الإنسانية المختلفة مثل: أ- قطع الأعشاب و إزالة الغابات. ب- استعمال الإنسان للطاقة. ت- استعمال الإنسان للوقود الأحفوري (نفط, فحم, غاز) و هذا يؤدي إلى زيادة ثاني أكسيد الكربون في الجو و هذا يؤدي إلى زيادة درجة حرارة الجو. في نهاية القرن التاسع عشر و القرن العشرين ظهر اختلال في مكونات الغلاف الجوي نتيجة النشاطات الإنسانية ، منها تقدم الصناعة و وسائل المواصلات, و منذ الثورة الصناعية و حتى الآن و نتيجة لإعتمادها على الوقود الاحفوري ( فحم، بترول، غاز طبيعي ) كمصدر أساسي و رئيسي للطاقة و استخدام غازات الكلوروفلوروكاربون في الصناعات بشكل كبير, هذا كله ساعد و برأي العلماء على زيادة الدفء لسطح الكرة الأرضية و حدوث ما يسمى بـ " ظاهرة الاحتباس الحراري Global Warning " و هذا ناتج عن زيادة الغازات الدفيئة. الغازات الدفيئة 1- بخار الماء 2- ثاني أكسيد الكربون (CO2). 3- أكسيد النيتروز (N2O). 4- الميثان (CH4). 5- الأوزون (O3). 6- الكلوروفلوركاربون (CFCs). دور الغازات الدفيئة إن الطاقة الحرارية التي تصل الأرض من الشمس تؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة و كذلك تعمل على تبخير المياه و حركة الهواء أفقيا و عمودياً؛ و في الوقت نفسه تفقد الأرض طاقتها الحرارية نتيجة الإشعاع الأرضي الذي ينبعث على شكل إشعاعات طويلة (تحت الحمراء ), بحيث يكون معدل ما تكتسب الأرض من طاقة شمسية مساوياً لما تفقده بالإشعاع الأرضي إلى الفضاء. هذا الإتزان الحراري يؤدي إلى ثبوت معدل درجة حرارة سطح الأرض عند مقدار معين و هو 15°س. و الغازات الدفيئة تلعب دوراً حيوياً و مهماً في اعتدال درجة حرارة سطح الأرض حيث: 1. تمتص الأرض الطاقة المنبعثة من الإشعاعات الشمسية و تعكس جزءً من هذه الإشعاعات إلى الفضاء الخارجي, و جزء من هذه الطاقة أو الإشعاعات يمتص من خلال بعض الغازات الموجودة في الغلاف الجوي. هذه الغازات هي الغازات الدفيئة التي تلعب دوراً حيوياً و رئيسياً في تدفئة سطح الأرض للمستوى الذي تجعل الحياة ممكنة عليه. 2. تقوم هذه الغازات الطبيعية على امتصاص جزء من الأشعة تحت الحمراء المنبعثة من سطح الأرض و تحتفظ بها في الغلاف الجوي لتحافظ على درجة حرارة سطح الأرض ثابتة و بمعدلها الطبيعي ( أي بحدود 15°س ). لولا هذه الغازات لوصلت درجة حرارة سطح الأرض إلى 18°س تحت الصفر. مما تقدم و نتيجة النشاطات الإنسانية المتزايدة و خاصة الصناعية منها أصبحنا نلاحظ الآن: أن زيادة الغازات الدفيئة لدرجة أصبح مقدارها يفوق ما يحتاجه الغلاف الجوي للحفاظ على درجة حرارة سطح الأرض ثابتة و عند مقدار معين، فوجود كميات إضافية من الغازات الدفيئة و تراكم وجودها في الغلاف الجوي يؤدي إلى الاحتفاظ بكمية أكبر من الطاقة الحرارية في الغلاف الجوي و بالتالي تبدأ درجة حرارة سطح الأرض بالارتفاع.