ومما يورد في هذا السياق اي في محبة الرسول والدود عنه وعن سنته قصة أطفال من التابعين من البحرين كانوا يلعبون الكرة بالصولجان، فوقعت الكرة على صدر قس هو أسقف البحرين، فطلبوها منه فأبى أن يردها، فسألوه وألحوا عليه في السؤال، حتى غضب وسبَّ النبي وشتمه، فحينها انهال عليه الصبيان بصيالجهم وما تركوه حتى أزهقوا روحه، فرفع ذلك إلى عمر بن الخطاب فوالله ما فرح بفتح ولا غنيمة كفرحته بقتل الغلمان لذلك الأسقف، وقال :« الآن عز الإسلام، إن أطفالا شتم نبيهم فغضبوا له وانتصروا »( )، فاهدر دم الأسقف.
ومن أعظم الأحاديث التي ينبغي أن يحدث به أولادنا حديث أنس الذي فيه الترغيب في محبة النبي وفي صحبته يوم القيامة ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ عَنْ السَّاعَةِ فَقَالَ مَتَى السَّاعَةُ قَالَ وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَهَا قَالَ لَا شَيْءَ إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَالَ أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ قَالَ أَنَسٌ فَمَا فَرِحْنَا بِشَيْءٍ فَرَحَنَا بِقَوْلِ النَّبِيِّ أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ قَالَ أَنَسٌ فَأَنَا أُحِبُّ النَّبِيَّ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ مَعَهُمْ بِحُبِّي إِيَّاهُمْ وَإِنْ لَمْ أَعْمَلْ بِمِثْلِ أَعْمَالِهِمْ( ).