أهمية اللعب للأولاد
الطفل كالزهرة ، واللعب له كالشمس والماء والهواء، داخل الطفل طاقة لا بد من استغلالها أو تفريغها ، و إن كبت طاقة الطفل وحرمانه من اللعب كفيل بتدميره بدنيا ونفسيا واجتماعيا.
- عن جابر قال: دخلت على النبي صلى الله عليه و سلم وهو يمشي على أربعة وعلى ظهره الحسن والحسين رضي الله عنهما وهو يقول: نعم الجمل جملكما ونعم العدلان أنتما.
- و دخل عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال لهما: نِعْمَ الفرس تحتكما، فقال الرسول صلى الله عليه و سلم: نعم الفارسان هما.(9)
- ورد عن بعض السلف أنه قال: من كان له صبي فليتصابى له.
هذا هو الشاعر عمر بهاء الدين الأميري، يصور لنا ما تبقى من آثار وذكريات أولاده بعدما فقدهم فى أبدع تصوير:
أين الضجيج العذب والشغب *** أين التدارس شابه اللعِبُ.
أين الطفولة في توقُدِيها *** أين الدمى في الأرض والكتبُ.
أين التشاكس دونما غرض *** أين التشاكي ما له سببُ.
أين التباكي والتضاحك في *** وقت معاً والحزن والطرب.
أين التسابق في مجاورتي *** شغفاً إذا أكلوا وإن شَرِبوا.
يتزاحمون على مجالستي *** والقرب مني حيثما انقلبوا.
يتوجهون بسَوق فطرتهم نحوي *** إذا رهبوا وإن رغبوا.
فنشيدهم (بابا) إذا فرحوا *** ووعيدهم (بابا) إذا غضبوا.
وهتافهم (بابا) إذا ابتعدوا *** ونجيبهم (بابا) إذا اقتربوا.
بالأمس كانوا ملء منزلنا *** واليومَ وَيح اليومِ قد ذهبوا.
ذهبوا أجل ذهبوا ومسكنهم *** في القلب ما شقوا وما قربوا.
إني أراهم أينما التفتت نفسي *** وقد سكنوا وقد وثبوا.
وأحس في خلدي تلاعبهم في الدار *** ليس ينالهم نصبوا.
وبريق أعينهم إذا ظفروا *** ودموع حُرقتهم إذا غلبوا.
في كل ركن منهم أثرٌ *** وبكل زاوية لهم صخبوا.
في النافذات زجاجها حطموا *** في الحائط المدهون قد ثقبوا.
في الباب قد كسروا مزالجه *** وعليه قد رسموا وقد كتبوا.
في الصحن فيه بعض ما أكلوا *** في علبة الحلوى التي نهبوا.
في الشطر من تفاحة قضموا *** في فضلة الماء التي سكبوا.
إني أراهم حيثما اتجهت عيني *** كأسراب القطا سربوا.
بالأمس في قرنايلٍ نزلوا *** واليوم قد ضمتهم حلبُ.
دمعي الذين كتمته جلداً *** لما تباكَوْا عندما ركبوا.
حتى إذا ساروا وقد نزعوا *** من أضلعي قلباً بهم يجبوا.
ألفيتني كالطفل عاطفة *** فإذا به كالغيث ينسكبوا.
قد يعجب العُذّال من رجل يبكي *** ولو لم أبكِ فالعجبو.
هيهات ما كل البكاء خَوَرٌ *** إني وبي عزم الرجال أبو.