عدد المساهمات : 3375 تاريخ التسجيل : 25/08/2014 الموقع : سطيف
موضوع: اخلعي هذا الجلباب الإثنين مارس 20, 2017 6:02 pm
بعد الهجمة الشرسة التي تعرض لها الحجاب في الجزائر من قبل مراهقات ونساء"نجحن" في خلق منطقة بين الحجاب واللاحجاب بإصرارهن على الولوج به إلى دائرة التبرج، هاهو الجلباب الذي كان بالأمس عنوانا للباس الشرعي الذي"لا يهزه ريح"، يتعرض لحملة شرسة تقودها فتيات يبحثن عن منطقة بين الدنيا والآخرة!.
فلا غرابة أن نرى بعض النساء يدافعن عن خياراتهن في السفور بالإشارة إلى هؤلاء المتجلببات اللواتي شوهن صورة الجلباب ونزعن عنه التقوى وملن به إلى التبرج باسم الحداثة وهن يدعين الحشمة ويتظاهرن بالوقار، ويشاطرهن في ذلك عدد كبير من المستائين الذين بات هذا النوع من الجلباب يستفزهم أكثر مما تستفزهم مظاهر التبرج نفسها.
وحول هذا الموضوع تقول إحدى السيدات: "إننا أصبحنا نرى نساء يرتدين جلابيب ذات ألوان جذابة، وردي فاقع أو أخضر فستقي، والعجيب أن تلك الأخوات يسهرن على التنسيق بين الألوان لتبدو جذابة أكثر، فكم رأينا من نساء يرتدين جلابيب حمراء والخمار وحقيبة اليد والحذاء باللون الأصفر، وعندما يتم توجيه النصح لهن، يقلن إن هذه موضة، وإنهن مقتنعات أن ما ترتدينه هو الحجاب الشرعي".
وتضيف هذه السيدة المستاءة من هذه الموضة الشرعية، أو لنقل غير الشرعية: "آخر ما توصلوا إليه تصميم جلابيب على شكل سروال، وهذه هي الكارثة، فوالله عندما رأيت إحداهن مؤخرا، صُدمت صدمة كبيرة، فكيف يتجرأن على ذلك، وكيف لمن تلبسه أن تمشي في الطريق بلباس من فوق ظاهره جلباب ومن تحت أشبه بسروال عاصمي"كاراكو"، أو لنقل من فوق مستورة ومن فوق مكشوفة"وتضيف: "رأيت عينة أخرى من الجلبابات المتبرجة، حيث شاهدت فتاة ترتدي تحت الجلباب سروال جينز وحذاء رياضيا، والحقيقة أن هذا الجلباب صُمم خصيصا لتشويه اللباس الشرعي للمرأة المسلمة، وبارتدائه تكون المرأة قد خالفت أمر الله، وحققت مآرب الغرب والعلمانيين الذين صمموا جلبابا رياضيا وجلبابا للسباحة، وآخر جمعوا فيه قطعا متنافرة ما أنزل الله بها من سلطان، وهم في الحقيقة يهدفون من خلال المرأة التي تلبسه إلى إغواء الرجال بجاذبيته".
وتتحدث السيدة هدى التي ترتدي الحجاب، بمرارة شديدة عن الحال الذي وصل إليه الجلباب الذي كانت تعتبره "صمام الأمان" في هذا الزمن الذي كثر فيه السفور والتبرج، حيث قالت إنها لطالما احترمت الجلباب واحترمت لابسته، رغم أنها لا تلبسه، لأنه يعني لها أن صاحبته انتصرت على نفسها وقررت أن تعيش لله، ولكن عندما انتشرت أنواع جديدة من الجلابيب التي لا يراعى فيها شروط اللباس الشرعي، شعرت بالأسى وتملكها الخوف من أن يختفي الجلباب الشرعي على مدى السنوات القادمة وبالتالي ينفجر"صمام الأمان".
ومن طرائف هذا الزمان أيضا، أن نرى محلات تدعي أنها تبيع الزي الشرعي الإسلامي، وتعلن عن بيع جلابيب بأكسسواراتها وألوان زاهية وتفصيلات حديثة ملفتة للانتباه أبعد ما تكون عن الجلباب وأقرب ما تكون إلى "العبايات" والسترات الأنيقة.
وفي هذا المجال، تقدم إحدى المحلات المتواجدة في العاصمة أحدث الموديلات التي تمس شريحة الجلباب الشرعي، حيث يؤكد أصحاب المحل على أن بضاعته تستجيب لآخر الابتكارات التي مست الأثواب الشرعية، حيث يقترح المحل على زبوناته "جلباب عباءة"، "جلباب فرنسي"، "جلباب العروس" مع دقة متناهية في الإبداع والإتقان وبمختلف المقاسات، وفضلا عن ذلك، فإن السعر معقول جدا وفي متناول من ترغب في أن تضفي لمسة جمال على جلبابها.
وإذا جاءت المصائب فلا تأتي فرادى، على حد تعبير المثل الشهير، فإن الواحد لم يعد يستغرب بعض السلوكات الشاذة التي صارت تغزو مجتمعنا، حيث صار مألوفا أن نرى متجلببة بألوان زاهية، وهي تضع سماعات الهاتف في الشارع، بادية للعيان، وكان من الممكن أن تضعها تحت الجلباب، ولا أحد يلاحظها، ولكنها تُصر على إظهار سماعات الهاتف "ليزيكوتار"، وكأنها تريد أن تبلغ رسالة للمجتمع مفادها أن المتجلببات بإمكانهن أن يكن نساء "متحضرات" ومقبلات على الحياة.
قد تكون نية هؤلاء المتجلببات اللواتي اخترن هذا النوع من الجلابيب ذات الألوان الزاهية والتفصيلات الملفتة للانتباه طيبة، ولا تنطوي على أي طوية خبيثة ترجو منها الإساءة للجلباب، ولكن النية الطيبة لا تمشي بين الناس ولا تلمحها العيون، وكل ما يراه المجتمع أمامه إمرأة تجرأت على لباس شرعي ونزلت به إلى ما لا يليق به، بعد أن كان محل احترام وتقدير، صار والحال هكذا، مغريا لبعض الرجال، ومستفزا لمن يعرف شروط الجلباب الشرعي، وفاتحا للأفواه التي يطيب لها التهجم على الإسلام. منقول عن جريدة جواهر الشروق