عدد المساهمات : 3375 تاريخ التسجيل : 25/08/2014 الموقع : سطيف
موضوع: مولدالرحمة الإثنين ديسمبر 05, 2016 4:44 pm
مولد الرحمة
رغم ان الشمس كانت تنشر اشعتها القوية المتلألئة على ارض الجزيرة العربية بكل ما تحمل هذة الأرض على صدرها من رمال بعيدة و جبال شامخات و بيوت و اسواق و حيوانات فأن ضوء الشمس - برغم قوته- لم يستطع ان يبدد تلك الظلمة الحالكة التي سيطرت على العقول . لأن الناس في بلاد العرب تركوا دين ابيهم ابراهيم ( علية السلام ) و صاروا يعبدون الأصنام.
كان ذلك على يد رجل يدعى عمرو بن لحي الذي قال لهم : لقد رأيت اهل الشام يسجدون لها هيا نفعل مثلهم. فأطاعه اهل مكة و دخلت الأصنام البيوت و احاطت بالكعبة و صار الناس يعبدونها.
كان العرب و على رأسهم اهل مكة يتصفون بصفات جميلة مثل .. الشجاعة - المروءة - الكرم - الوفاء بالعهد و غيرها من الصفات النبيلة . لكن هذه الصفات كان يغلب عليها - بكل اسف - صفات اخرى قبيحة مثل .. العصبية - شرب الخمور - لعب الميسر - قتل البنات. كانت الحروب الطاحنة تنشب بين القبائل لأتفه الأسباب و قد تطول الحرب سنوات و سنوات .
في هذا الجو الاسود القاتم كان الكون بأسره يتهيأ لأستقبال اعظم و اكرم مخلوق . مولود سوف يتغير العالم كله على يديه و يتحول الظلام الى نور لانه الرحمة المهداة من رب العالمين.
في هذا الوقت صار أبرهة الأشرم حاكما على بلاد اليمن . و اخذ قرارا ببناء كنيسة عظيمة يتحدث عنها العالم كله و يأتي اليها العرب من كل انحاء الجزيرة العربية لزيارتها . فقال له الوزراء : ان عند العرب كعبة يذهبون اليها و يطوفون حولها و يقولون انها بيت الله الحرام. و هنا رد أبرهة مبتسما: سأجعل كنيستي اعظم من الكعبة و سوف يترك الناس مكة و يأتون الينا فتنتعش االاسواق في اليمن و النقود الذهبية تملأ الخزائن و تفيض. و بدء أبرهة في بناء كنسته ( القليس ) و عندما انتهى من بناء القليس التي اصبحت بناء عظيم شاهق لم يأت احد من العرب اليها و اخذ الناس يزورون الكعبة و يطوفون بها مما دفع أبرهة يأخذ قرارا بهدم الكعبة كي يجبر الناس على زيارة بنائة الكبير . و بالفعل جهز أبرهة جيشا عظيما به افيال ضخمة و اتجه نحو مكة ليهدم الكعبة.
و عند حدود مكة خرج عبد المطلب ( جد الرسول صلى الله علية و سلم ) و زعيم مكة و قال لأبرهة : ان جنودك سرقوا ابلي فرد علي ابلي. نظر أبرهة في دهشة و قال له: لقد جئت اهدم البيت الذي تقدسونه و انت تتحدث عن ابل؟!. فقال عبد المطلب : الأبل لي ام البيت فله رب يحميه. لم يبالي أبرهة بكلام عبد المطلب ووجه جيشه صوب الكعبة يتقدمه فيل ضخم كي يهدم الكعبة و هنا تحدث المعجزة . يقف الفيل لا يتحرك و يرسل الله عز و جل طيرا تحمل جحارة من جهنم ترميها على أبرهة و جيشه فيهلكوا جميعا و يحمى الله البيت الحرام من بطش أبرهة.
اما عبد المطلب فكان قد قرر امرا خطيرا . قرر ان يذبح احد أولاده اذا رزقه الله بعشرة أولاد - و ذلك عندما غلبته قريش في حفر بئر زمزم - و قد وقع الاختيار على عبد الله بعد ان قام عبد المطلب بعمل قرعة . و كان عبد الله هو احب ابنائه الى قلبه و قلوب اهل قريش أيضا لذا تصدت قريش جميعها لعبد المطلب و استطاعوا في النهاية ان يقنعوا عبد المطلب بالفداء فقدم عبد المطلب مائة ناقة ليفتدي بها ولده الحبيب عبد الله الذى قرر عبد المطلب ان يزوجه من فتاة تكون ذات شرف رفيع بين القبائل فكانت امنة بنت وهب من بني زهرة و تزوجها عبد الله بن عبد المطلب.
مضى على الزواج السعيد شهران وقتها قرر عبد الله ان يخرج ضمن قافلة تتجه نحو الشام و في الطريق شعر بالتعب و المرض و لم يمض شهر حتى بلغ عبد المطلب ان ولده عبد الله مات . كانت صدمة للزوجة الحامل التي كانت تتمنى وجود زوجها بجانب مولودها القادم.
و لما وضعت السيدة امنة مولودها المبارك أرسلت الى جده عبد المطلب الذي فرح فرحا شديدا بالمولود و حمله بين يديه و ذهب به عند الكعبة و راح يشكر الله على المولود و عندما سألة البعض عن أسم المولود قال : محمد . فرد البعض و ما محمد ؟!. فقال : محمد في السماء و محمود في الأرض.