وفي هذا المجال يقول علي رضي الله عنه اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل للآخرة كأنك تموت غدا"والمعنى ليس هو المتبادر إلى أذهان كثير من الناس من العناية بأمور الدنيا والتهاون بأمور الآخرة.
بل معناه على العكس وهو المبادرة والمسارعة في إنجاز أعمال الآخرة والتباطؤ في إنجاز أمور الدنيا
لأن قوله: ( اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا )
يعني أن الشيء الذي لا ينقضي اليوم ينقضي غدا والذي لا ينقضي غدا ينقضي بعد غد فاعمل بتمهل وعدم تسرع لو فات اليوم فما يفوت اليوم يأتي غدا وهكذا.
أما الأخرة ( فاعمل لأخرتك كأنك تموت غدا )
أي بادر بالعمل ولا تتهاون وقدر كأنك تموت غدا لأن الإنسان لا يدري متى يأتيه الموت.
هذا هو معنى هذا القول المشهور لسيدنا علي رضي الله عنه.