قال عليه الصلاة والسلام : " من أكل البصل والثوم والكراث فلا يقربن مسجدنا ، فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم ". رواه مسلم .
وكثير من المسلمين ﻻ يبالي بهذه القضية، إذ تنبعث رائحة العفن والنتن من بيوتهم دون أي اهتمام ، ومن أهمها روائح السجائر والشيشة الخبيثة وخاصة في غرف النوم والجلوس ، فيحرمون أنفسهم ومن هم تحت سقف بيتهم من مصاحبة الملائكة وما يتنزل معها من رحمات وصلوات .. !
فإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهى آكل الثوم والبصل
( النيء ) من دخول المصلى كراهة لرائحتهما التي تنبعث من الفم ؛ رغم عن أن أكلهما ﻻ ضرر له من الناحية الصحية بل هما من كنوز الأغذية ؛ فكيف بالتدخين الذي يملأ الفم وتتأثر به الملابس وكل زاوية في الغرفة ، ناهيك عما يعانيه العالم من ويلات أذاه وشره على البيئة والصحة ، ألا فإنه لهو أشد أذى للبشر والملائكة من رائحة الثوم والبصل والكرات حتى لو اجتمع أكلهم !! ..
وهناك بيت آخر تتأذى منه الملائكة وﻻ تدخله ؛ فيه بول منتقع : عن بكر بن ماعز قال سمعت عبد الله بن يزيد يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " ﻻ ينقع بول في طست في البيت ، فإن الملائكة ﻻ تدخل بيتا فيه بول منتقع ، وﻻ تبولن في مغتسلك " رواه الطبراني
فيهمل الكثير في الاستخدام الصحي لدورة المياه ، وإهمال أدوات تعليم الأطفال على التبول الانفرادي ، أو تركه على حريته هنا وهناك !
وهناك أسباب أخرى للروائح الكريهة والمؤذية ؛ فليتفقد كل بيته من كل رائحة تنفر منها نفسه ، وتذكر : " فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم " .
- فاحرص أن تبقى رائحتك ورائحة بيتك طيبة لكي تصحبك الملائكة ؛ فحياتك كلها ملك لله .
وقد أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم بالتطيب ورغبنا فيه وحثنا عليه : "ان الله طيب يحب الطيب ، جواد يحب الجواد ، كريم يحب الكرم ، نظيف يحب النظافة فنظفوا أفنيتكم وﻻ تشبهوا باليهود" رواه الترمذي.
وأخيرا" ..
تأمل قوله تعالى :
(الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ) [سورة غافر : 7]